يعاني قطاع غزة من تحديات هائلة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي أثرت على بنيته التحتية وعلى حياة سكانه، وتفاقمت هذه التحديات بشكل خطير بعد الدمار الهائل الذي يخلفه العدوان المتواصل منذ الثامن من أكتوبر 2023 قدرت تكلفة إعادة بناء وتأهيل ما دمر أزيد من 40 مليار دولار، قد تتطلب عقودا من الزمن.
وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبد الله الدردري في مؤتمر صحافي في 02 ماي/أيار بعمان، إن “72 بالمئة من الأبنية السكنية دمرت كليا أو جزئيا”، بينما “التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت 40 عاما. أربعون عاما من الجهود والاستثمارات ذهبت أدراج الرياح”.
وأضاف الدردري إن إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة يصل الى “37 مليون طن”، معتبرا أن هذا الرقم “هائل ويتصاعد يوميا، وآخر البيانات تشير الى أنه يكاد يبلغ الأربعين مليون طن”.
في ظل هذه الوضعية الكارثية، التي تحول فيها القطاع الى خراب وأصبح أغلب سكانه نازحين في الملاجئ والساحات والشوارع تحت البرد والمطر وخطر الأوبئة، بدت مهمة الإيواء والإغاثة مستعجلة، وبعدها إعادة الإعمار مهمة معقدة واستثنائية، تتطلب تدخلا فوريا وفعالا من المجتمع الدولي، ومن الهيئات المدنية وأهل الخير من المتبرعين والمتطوعين والداعمين، لتحقيق إعمار مستدام يعيد الأمل والحياة الكريمة لأهل غزة الصامدين.
ومن منطلق مهمتها الإعمارية والمسؤولية الإنسانية والواجب الديني تجاه أهل غزة أطلقت الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين برنامج الإيواء العاجل الذي تبتغي من خلاله الإسهام في توفير الخيام لأهالي غزة الذين فقدوا منازلهم بفعل القصف ويقضون حياتهم في تجمعات النازحين المكونة من خيام بلاستيكية، وفي مراكز الإيواء المكتظة، وفي إطار الحلول المؤقتة والإجراءات المستعجلة، عملت الهيئة على توفير الماء الصالح للشرب على النازحين في غزة، حيث لم يعد لهم مصدر للمياه وأصبح الحصول على شربة ماء شبه مستحيل، وذلك بتوزيع المياه بواسطة الصهاريج، وتركيب 7 محطات تحلية متنقلة بطاقة اجمالية 500 م3 في اليوم، وتزويد الآبار في محافظة غزة بالكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، كما عملت الهيئة على انجاز مشروع إصلاح الأضرار التي لحقت بخط المياه الرئيسي الواصل لبلدة بني سهيل ومدينة الذي سيساهم في تلبية حاجيات أزيد من نصف مليون نسمة من المياه بالمحافظات الجنوبية.
من جهة أخرى تمكنت الهيئة من شراء حوالي 2500 خيمة لإيواء النازحين، تم تسلم عدد كبير منها، بالإضافة إلى مشروع تجميع وترحيل النفايات الصلبة.
ومن أجل التخفيف خطر الجوع الذي يتهدد السكان عملت الهيئة على ترميم عدد من المخابز حيث عادت الحياة لمخبز الشنطه بشمال غزة بعد ترميمه، والذي سيساهم في تلبية احتياجات أزيد من 56 ألف من السكان والنازحين من الخبز في المنطقة.
وبفضل جهود الداعمين والمتبرعين، تؤكد الهيئة أنها ستباشر رفقة شركائها فور توقف العدوان الإسهام في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال وبناء غزة أجمل بحول الله.إن سجل الهيئة في إعمار غزة حافل بالمشاريع والإنجازات حيث استطاعت بحمد الله، خلال 15 سنة من عمرها، أن تراكم تجربةً فنيةً وميدانيةً بَوَّأتها مكانة أصبحت فيها مرجعا في مجال الإعمار لكثير من المؤسسات العربية والدولية؛ تم خلالها انجاز مشاريعَ لفائدة أهالينا في فلسطين بلغت قيمتُها ما يقارب 70 مليون دولار في قطاعات البنى التحتية والاسكان والصحة والتعليم والأوقاف.