تعرض قطاع غزة على مدار سنوات طويلة لسلسلة حروب شنها الاحتلال خلفت دمارا واسعا في المباني السكنية والبنية التحتية والمرافق الحيوية. وعقب كل عدوان كان للمنظمات الأهلية دور محوري في تقديم الدعم الإنساني والاجتماعي، وتخفيف معاناة السكان؛
ويعد العدوان الأخير الذي تجاوز ال 15 شهرا من أخطر وأعنف الاعتداءات السابقة حيث دمر ما فوق الأرض وما تحتها، مخلفا دمارا غير مسبوق في المباني السكنية والشوارع والمستشفيات والمدارس ودور العبادة والمؤسسات الحكومية، وكميات من الركام تقدر بما يزيد عن 50 مليون طن.
وبسبب هذه الحرب المدمرة يعيش مئات الآلاف من السكان في العراء أو في ملاجئ مؤقتة، معرضون للأمراض والأوبئة، في ظل نقص حاد في التطبيب وفي المياه النظيفة والكهرباء، والمواد الغذائية، مما يجعل دور المؤسسات الخيرية والإنسانية والجمعيات المدنية، حيويا في الإغاثة ودعم جهود الإعمار وإعادة تأهيل البنية التحتية.
وفي خضم هذه الحركية الإنسانية والإغاثية، كان للهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين منذ تأسيسها في 2009، اسهام كبير في مشاريع الإيواء العاجل ومشاريع إعادة الإعمار دعما لصمود الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، حيث تمكنت من إنجاز عدد من المشاريع الإعمارية، بغلاف مالي ناهز 70 مليون دولار، وذلك بفضل شركائها ودعم من أمنائها.
ومباشرة بعد بدء العدوان الأخير على القطاع، أطلقت الهيئة مشروع الإيواء العاجل، والذي يهدف بالأساس إلى تلبية الحاجات المستعجلة لسكان غزة، في قطاعات حيوية تشمل الإيواء المؤقت، والصحة، والتعليم، والماء، كالتالي:
– مشروع البيوت المؤقتة (خيام وكرافانات): أكثر من 5000 خيمة، بقيمة مالية ناهزت 6 ملايين دولار؛
– مشروع توفير حوالي 50 مليون لتر من المياه الصالحة للشرب للنازحين بقيمة مليوني دولار؛
– مشروع ترميم 15 مخبزا وإعادة تأهيلها بكلفة مالية قاربت نصف مليون دولار؛
- مشروع فتح الطرقات وجمع النفايات وإصلاح قنوات مياه الصرف الصحي بقيمة مليون دولار؛
- مشروع ترميم الآبار وإعادة تأهيلها وتزويدها بالطاقة الشمسية بقيمة تجاوزت المليون دولار؛
وبالموازاة مع تنفيذ المشاريع المستعجلة خلال العدوان، انكب الفريق الفني في مكتب الهيئة في فلسطين على إعداد تصورات وخطط ما بعد الحرب للمساهمة في إعادة إعمار غزة وفق رؤية علمية شاملة.
من الركام نبني الأمل
