بعد 15 شهرا من الحرب، يواجه قطاع غزة واقعا إنسانيا كارثيا، يتطلب تدخلات إغاثية عاجلة وخطط اعمارية شاملة، تنقذ ازيد من 2 مليون انسان، حيث تبدو آثار الدمار في كل زاوية، من المباني السكنية المهدمة والشوارع المخربة إلى المستشفيات المعطلة والمدارس المحطمة، وكميات من الركام تقدر بما يزيد عن 50 مليون طن.
ويعيش مئات الآلاف من السكان العائدين من النزوح في العراء أو في ملاجئ مؤقتة، في ظل نقص حاد في المياه النظيفة، الكهرباء، والمواد الغذائية.
وتشير التقديرات الأولية للمكتب الإعلامي الحكومي إلى أن الحرب التي شنها الاحتلال على القطاع تسببت في خسائر وأضرار مباشرة تفوق 50 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر الحروب تدميرا في العصر الحديث. ورغم أن هذه الأرقام ما تزال أولية، فإنها تعكس حجم الكارثة الإنسانية والاقتصادية التي حلت بالقطاع.
دمار واسع
كان قطاع الإسكان الأكثر تضررا جراء القصف العنيف، حيث دمرت 450 ألف وحدة سكنية بدرجات متفاوتة، منها:
- 170 ألف وحدة دمرت بالكامل.
- 80ألف وحدة تعرضت لأضرار بالغة.
- 200 ألف وحدة تضررت جزئيا.
وقدرت الخسائر والأضرار في هذا القطاع وحده بأكثر من 25 مليار دولار.
انهيار منظومة الصحة
استهدف الاحتلال البنية التحتية الصحية بشكل ممنهج بقصفه المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الاسعاف، حيث أخرج 34 مستشفى عن الخدمة، بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي، أكبر المستشفيات في القطاع، مما أدى إلى حرمان السكان من الحد الأدنى من الرعاية الصحية. كما تم تدمير أو تعطيل:
- 80 مركزا صحيا؛
- 212 مؤسسة صحية؛
- 191 سيارة إسعاف.
وقدرت الخسائر في القطاع الصحي بأزيد من 3 مليارات دولار، مما جعل النظام الصحي في غزة في حالة انهيار كامل.
بنية تحتية مخربة
لقد تعرض القطاع الخدماتي والبنية التحتية إلى تخريب ممنهج تسبب في:
- تدمير 3680 كلم من شبكات الكهرباء، و655 كلم من شبكات الصرف الصحي؛
- تخريب 335 كلم من شبكات المياه، و496 محطة تحلية، و1698 بئر؛
- تخريب 3916 كلم مربع من شبكات الطرق والشوارع.
تدمير المؤسسات
استهدف الاحتلال البنية التحتية الحكومية، حيث تم تدمير 216 مقرا حكوميا بشكل كلي، وتضررت 60 منشأة حكومية بشكل بالغ، مما كبد القطاع الحكومي خسائر تجاوزت مليار دولار، وأدى إلى شلل كبير في عمل المؤسسات المدنية.
ولم يسلم القطاع التعليمي من الاستهداف، حيث دمرت 1661 منشأة تعليمية، شملت:
927 مدرسة وجامعة وروضة أطفال ومركز تعليمي هدمت بالكامل.
734 منشأة تعليمية تضررت جزئيا.
مما حرم 785 ألف طالب من مواصلة تعليمهم، وجعل العملية التعليمية في غزة تواجه أزمة غير مسبوقة.
وفي المجال الاجتماعي تضرر 1129مسجد منها 983مسجد دمرت كليا، و3 كنائس احداها هدمت بالكامل، كما تضررت 1062 مؤسسة أهلية ورياضية وثقافية، منها 488 هدمت كليا.
الحاجة للإعمار
تعكس هذه الأرقام مدى فداحة العدوان، الذي شمل كافة مناحي الحياة، مما جعل القطاع يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، ويحتاج إلى جهود إغاثية عاجلة وخطة شاملة لإعادة الإعمار.
فمع تشريد مئات الآلاف من السكان، وانهيار البنية التحتية، وتعطل المستشفيات والمدارس، أصبح تأمين الاحتياجات الأساسية أولوية قصوى، منها المأوى الآمن، والخدمات الطبية العاجلة، والمياه النظيفة.
وعلى المدى المتوسط والبعيد، تتطلب إعادة إعمار غزة جهودا كبيرة منسقة لتمويل مشاريع الإسكان، وإصلاح المنشآت الحيوية، واستعادة الخدمات الأساسية، وترميم البيوت المتضررة وإعادة بناء المدمرة، مما يلقي على المجتمع الدولي والمنظمات المدنية مسؤولية التداعي العاجل والسريع بما يضمن حياة كريمة لسكان القطاع.