يزداد الوضع الإنساني في قطاع غزة تدهورا بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة والمتصاعدة في استهداف المدنيين والمباني السكنية والحصار الذي يفرضه الاحتلال بقطع الكهرباء ومنع دخول الوقود والغذاء وكل متطلبات الحياة.
وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة كشفت عن “كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني حسب وكالة الانباء الفرنسية “لم يسمح بدخول قطرة ماء واحدة، ولا حبة قمح واحدة، ولا لتر من الوقود إلى قطاع غزة في الأيام الثمانية الماضية”.
وأشار لازاريني إلى أنه اعتبارا من اليوم (أمس الاحد)، لم يعد زملائي في الأونروا في غزة قادرين على تقديم المساعدة الإنسانية”. مضيفا “في الواقع، يتم خنق غزة”، مشيرا إلى غياب الحس الإنساني في الحرب”
وفي روما، دعا البابا فرنسيس إلى إقامة ممرات إنسانية في غزة، وحث على “ألا يكون الأطفال والمرضى والمسنون والنساء وجميع المدنيين ضحايا النزاع”، وتابع “لقد سقط بالفعل الكثير من القتلى، من فضلكم دعونا لا نريق المزيد من دماء الأبرياء”.
من جهته أكد مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة حرج وأصبح غير محتمل بالفعل.
وقال غريفيث، حسب وكالة الأناضول: “لا توجد كهرباء أو مياه أو وقود في غزة والإمدادات الغذائية تتناقص بشكل خطير، المستشفيات مكتظة بالمرضى وتنفد منها الأدوية”.
وأضاف أن عائلات في غزة تعرضت للقصف أثناء تحركها جنوبا ببطء على الطرق المزدحمة والمتضررة، في أعقاب أمر الإخلاء الذي أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي والذي جعل مئات الآلاف من السكان يتدافعون بحثا عن الأمان ولكن من دون مكان يذهبون إليه.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن المنازل والمدارس والملاجئ والمراكز الصحية ودور العبادة تتعرض لقصف مكثف، حيث تم تدمير أحياء سكنية بأكملها وسويت بالأرض، وقتل عمال إغاثة أيضا.
وأشارت وكالة فرانس برس أن صحافيين شاهدوا آلاف الأشخاص على الطرق وفي رفح وخان يونس، يفترشون حدائق المستشفيات ومدارس الأونروا أو ينزلون لدى أقارب، مع عائلات تتكدس في شقق ضيقة أو تستضيف أشخاصا تتجاوز سعتها بكثير.
وفي محاولة لمزيد من الضغط على الغزاويين من أجل الهجرة الى الجنوب، قال وزير الطاقة إسرائيل كاتس “تمت الموافقة على قرار إعادة إمداد جنوب غزة بالمياه من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس (الأميركي جو) بايدن”.
في المقابل، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أول أمس السبت أن “لا هجرة من قطاع غزة”، بعد مقترحات بإجلاء سكان القطاع إلى مصر المجاورة قوبلت أيضا برفض مصري وعربي واسع.